صدق فرحات آيت علي!
ربما كان وزير الصناعة الأسبق فرحات آيت علي صادقا بعض الشيء في عبارة ممارسة الوصاية التي قالها يوما.. السيارة ليست من أولويات المواطن الجزائري.. أنهيت مهام ذلك الوزير في فيفري 2021 ضمن تعديل طفيف مس حكومة عبد العزيز جراد.. واليوم وبعد مرور سنتين.. يتفاجأ كثير من الجزائريين الراغبين في اقتناء سيارة؛ بأن ما يريدونه مجرد حلم بعيد المنال.. فالسيارة قديمة كانت أو جديدة مستوردة أو ربما حتى التي ستصنع “محليا” لاحقا، لن يكون سعرها في مقدور إلا الميسورين..
تفاءل البعض قبل هذه “الخيبة”، بإعلان وزارة الصناعة عن منح 3 اعتمادات نهائية لوكلاء استيراد المركبات الجديدة.. “فيات”.. “أوبل” و”جاك”، وقيل إن مصنع “رونو” يشهد حركية جادة لاستئناف نشاطه.. وقيل أيضا إن مصنع “فيات” سيكون جاهزا في أوت.. وقيل الكثير عن “انفراج في ملف السيارات”.. لكن ما هو هذا “الانفراج” الذي تحدث ويتحدث عنه المسؤولون.. فالمواطن لا يفهم سوى لغة “كم هو السعر؟”..
الـ”الكم” هذه قد لا تطرح مجددا بعدما أعلن وكيل علامة “فيات” عن أثمان 6 “موديلات” مستوردة يتم تسويقها ريثما يشرع مصنع وهران في النشاط.. الإجابة كانت صادمة للجميع.. فأدنى سعر هو 263 مليون سنتيم بالنسبة لسيارة صغيرة شبابية تسمى “فيات 500”.. يليه 299 مليون سنتيم لأخرى تسمى “فيات تيبو”..
اليوم وبعد مرور سنتين.. يتفاجأ كثير من الجزائريين الراغبين في اقتناء سيارة؛ بأن ما يريدونه مجرد حلم بعيد المنال..
وزير الصناعة الجديد علي عون وفي أول خرجة رسمية له.. ركب سيارات “فيات”، وأمسك بمقودها وفحصها هنا وهناك.. وبدا سعيدا مرتاح البال، ولم يتردد حين قال إن “مسلسل أزمة السيارات سينتهي اليوم بنجاح كل المجهودات التي قام بها قطاع الصناعة”..
ربما غفل الوزير عن مسلسل آخر ستبث حلقاته قريبا.. وهو التهاب أسعار السيارات القديمة أكثر مما هي عليه.. فمن يمتلك الخردة صارت له “القرون” الآن بأسعار “فيات” التي ستتحول إلى مرجعية لباقي العلامات المستوردة.. سيارات لا قروض استهلاكية فيها.. ويبقى على من لا يزال يحلم؛ التفرج من بعيد دون اللمس..
أيمن السامرائي