الكونغرس يواصل تحركاته لعزل ترامب.. وتحذيرات من “انتفاضة مسلحة”
يمضي مجلس النواب الأمريكي قدما في تحركاته من أجل تنحية الرئيس المنتهية ولايته دونالد ترامب، بينما حث جاريد كوشنر مستشار وصهر ترامب الجمهوريين بمجلس الشيوخ على مجادلة الديمقراطيين بأنه ليس هناك وقت كاف لإجراءات المحاكمة.
ومن المقرر أن يصوّت مجلس النواب اليوم الثلاثاء على مشروع القرار الذي قدمه الديمقراطيون، والذي يدعو مايك بنس نائب الرئيس، إلى تفعيل التعديل الـ25 من الدستور.
وتأتي هذه التحركات بعد يوم واحد من بيان مكتب التحقيقات الفدرالي الأميركي “إف بي آي” (FBI)، الذي أكد فيه أنه يمتلك معلومات عن تحذير وجّهته مجموعة مسلحة بتنظيم انتفاضة ضخمة إذا وافق الكونغرس على تفعيل التعديل الـ25 من الدستور لعزل الرئيس دونالد ترامب قبل انتهاء ولايته يوم 20 جانفي الجاري.
ووفق المعلومات التي نشرتها شبكة “إيه بي سي” (ABC) -نقلا عن مكتب التحقيقات الفدرالي- فإن هذه المجموعة تخطط للتوجه إلى واشنطن يوم 16 من الشهر الجاري، وتُحرّض على اقتحام المحاكم ومقارّ فدرالية في حال عزل ترامب قبل يوم تنصيب الرئيس المنتخب جو بايدن.
ويمنح التعديل نائب الرئيس، بالإضافة إلى أغلب أعضاء الحكومة، القدرة على عزل الرئيس من منصبه عن طريق إعلان أنه غير مؤهل لأداء مهامه.
وبالتوازي مع هذا المسار، يعقد مجلس النواب غدا الأربعاء جلسة ستنظر في مشروع قرار اتهام قدمه 3 مشرعين ديمقراطيين، يتهم ترامب بالتحريض على التمرد، بما سيتيح بدء إجراءات لمحاكمته، إذا ما تم قبوله في مجلسي النواب والشيوخ.
وقال العضو الديمقراطي البارز في مجلس النواب جيمس كلايبورن إن “المجلس سيقوم بالتصويت غدا الأربعاء على إجراءات عزل ترامب”، مشيرا إلى أن هناك بعض إشارات التعاون من جانب الجمهوريين، ولكنها ليست من مجلس الشيوخ.
في المقابل، قال العضو الجمهوري في مجلس النواب توم ريد إنه “سينضم لغيره من النواب اليوم الثلاثاء لطرح قرار يوبخ الرئيس ترامب، لضمان تحقق المحاسبة دون تأخير بشأن هجوم أنصاره على مبنى الكونغرس”.
وأكد في مقال بصحيفة نيويورك تايمز أنه سيعمل أيضا لإيجاد سبيل يتيح للكونغرس منع ترامب من السعي لتولي أي منصب اتحادي في المستقبل.
خيارات بديلة
وكان زعيم الأقلية الجمهورية في مجلس النواب كيفين مكارثي اقترح في وقت سابق خيارات بديلة لإجراءات العزل، وهي مشروع قرار للتوبيخ، وإنشاء لجنة من الحزبين للتحقيق في اقتحام الكونغرس، وإصلاح قانون الفرز الانتخابي الذي يمنع نائب الرئيس من اتخاذ أي قرار يغير أصوات الولايات، وكذا سن تشريعات لتعزيز الثقة بالانتخابات الفدرالية في المستقبل.
ونقلت صحيفة واشنطن بوست عن مصادرها، أن زعيم الأقلية الديمقراطية في مجلس الشيوخ شاك شومر يفكر باللجوء إلى حالة الطوارئ، لدعوة أعضاء المجلس للاجتماع قبل 19 جانفي الجاري، للتصويت على محاكمة الرئيس ترامب.
ونقلت الصحيفة أن الديمقراطيين يبحثون عن إمكانية نقل المحاكمة إلى اللجنة القضائية في مجلس الشيوخ، بدلا من المجلس العام لتوفير الوقت، وأن الرئيس المنتخب بايدن، أخبر بيلوسي أنه سيركز على وظيفته بعد التنصيب، وسيترك لها حرية التعامل مع المحاكمة.
كما قالت المصادر إن مسؤولي البيت الأبيض ليست لديهم خطة بعد، للتعامل مع معركة المحاكمة، وإنهم لا يدافعون عن سلوك ترامب أمام مجلس الشيوخ، لكنهم يضغطون للسماح له بمغادرة منصبه بهدوء.
وذكرت المصادر أن جاريد كوشنر مستشار وصهر ترامب، يطلب من الحلفاء في مجلس الشيوخ، مجادلة الديمقراطيين بأنه ليس هناك وقت كاف لإجراءات المحاكمة.
ويرفض الرئيس المنتهية ولايته أي مسؤولية عن اقتحام أنصاره مبنى الكونغرس، ويعتزم استئناف بعض المهام الرسمية.
ونقلت قناة “سي بي إس نيوز” (CBS News) عن مصادر بإدارة ترامب قولها إن “الرئيس لا يعتزم الاستقالة، ولا يشعر بأي ضغط يحمله على ذلك”، مضيفة أنه سيقوم ببعض المهام، ومنها زيارة الحدود مع المكسيك.
غير أن صحيفة بوليتيكو أفادت عن مصادر مطلعة بأن زعيم الأقلية الجمهورية في مجلس النواب كيفن مكارثي أبلغ نظراءه الجمهوريين في المجلس، بأن الرئيس ترامب قَبِل بتحمُّل بعض المسؤولية عن اقتحام مبنى الكابيتول، وذلك خلال مكالمة هاتفية خاصة.
وأضافت المصادر أن مكارثي -وهو أحد حلفاء ترامب المقربين- أبلغ النواب الجمهوريين خلال مؤتمر لهم بأنه حث ترامب، كذلك على الاتصال بالرئيس المنتخب جو بايدن وتهنئته بالفوز.
انتقادات العزل
وبينما يواصل الديمقراطيون تحركاتهم لعزل ترامب، وصف السيناتور الديمقراطي جو مانشين، إجراءات عزل الرئيس في مجلس النواب بالخطوة غير الحكيمة، مشيرا إلى أنها لن تنجح في كسب الأصوات الكافية في مجلس الشيوخ.
وشدد مانشين في مقابلة مع شبكة “فوكس نيوز” على أنه لا داعي للاستعجال في إجراءات عزل الرئيس، وأنه يمكن القيام بها في وقت لاحق إذا دعت الضرورة إلى ذلك.
من جهته، ذكر موقع “ذا هيل” أن مكارثي قال إنه “تلقى إحاطات من مكتب التحقيقات الفدرالي أفادت بأن حركة أنتيفا (Antifa) لم تكن وراء اقتحام الكونغرس”.
وأضاف مكارثي إن من وصفهم بمتطرفين يمينيين وأتباع حركة “كيو أنون” (Q-Anon) هم من يقفون وراء اقتحام الكونغرس.
وأضاف موقع ذا هيل أن مكارثي حث النواب الجمهوريين على الكف عن نشر معلومات كاذبة، بشأن الجهة التي تقف وراء اقتحام الكونغرس، على حد قوله.
من جهة أخرى ذكر موقع أكسيوس أن ترامب ألقى باللائمة على حركة أنتيفا اليسارية بشأن اقتحام الكونغرس خلال حديثه الهاتفي مع مكارثي.
وكانت منصات التواصل الاجتماعي، على غرار تويتر (Twitter) وفيسبوك (Facebook) وإنستغرام (Instagram) وسناب شات (Snapchat) وتويتش (Twitch)، أعلنت تجميد حسابات ترامب، والعشرات من أنصاره، متهمة إياه بتحريض أنصاره للتجمهر حول مبنى الكونغرس (الكابيتول) يوم 6 جانفي، واقتحام مقر المشرعين الأميركيين.
تحقيقات الاقتحام
وبينما يناقش الكونغرس إجراءات عزل ترامب، كشفت شبكة “سي إن إن” (CNN) أن 10 على الأقل من أفراد شرطة الكونغرس، يخضعون للتحقيق، على خلفية أحداث اقتحام مبنى الكونغرس، الأربعاء الماضي.
كما ذكر موقع “هافنغتون بوست” (Huffington Post)، أنه تم إيقاف شرطيين عن العمل، واعتقال ثالث، على خلفية أحداث الأربعاء.
وقالت شرطة الكونغرس، إن أحد أفراد قوة إنفاذ القانون وجد ميتا بعد يومين من اقتحام الكابيتول.
في غضون ذلك، قال البيت الأبيض في بيان إن الرئيس دونالد ترامب أعلن حالة طوارئ في العاصمة واشنطن في الفترة ما بين الـ11 والـ24 من الشهر الجاري، وأمر بتوجيه المساعدة الفدرالية للمساهمة في استجابة العاصمة بسبب الظروف الطارئة المترتبة على تنصيب الرئيس المنتخب.
ودعت سلطات العاصمة واشنطن وولايتي فرجينيا وميريلاند المحاذتين للعاصمة، سكانها إلى عدم حضور حفل تنصيب الرئيس المنتخب جو بايدن، والاكتفاء بالمشاركة افتراضيا.
بدوره، أعلن الفريق الانتقالي للرئيس الأمريكي المنتخب جو بايدن أن حفل تنصيب المقرر في العشرين من الشهر الجاري سيكون تحت عنوان أميركا الموحدة.
وقال الفريق الانتقالي في بيان إن “هذا اليوم سيشكل بداية مرحلة جديدة تجمع البلاد، بعد الأزمات غير المسبوقة والانقسامات العميقة، وستفتح طريقا إلى مستقبل أكثر إشراقا”.
وأشار البيان إلى أن بايدن سيتوجه مع نائبة الرئيس المنتخبة كامالا هاريس بعد أن يقسما اليمين الدستورية إلى مقبرة أرلينغتون الوطنية، لوضع إكليل من الزهور على ضريح الجندي المجهول، وسيرافقهما الرؤساء السابقون باراك أوباما وجورج بوش الابن وبيل كلينتون.