الرئيس تبون: قطع العلاقات مع المغرب كان بديلا للحرب.. والوساطة غير ممكنة بيننا

تبون لوفيغارو

أكد رئيس الجمهورية عبد المجيد تبون أنه ينبغي على فرنسا التحرر من عقدة المُستعمِر والجزائر من عقدة المُستَعمَر، ذلك أن جزائر 2022 ليست جزائر 1962، وإن كانت فرنسا قوة عظمى في العالم، فإن الجزائر هي أيضا قوة إفريقية يجب التعامل معها وفق ذلك.

وفي حوار لصحيفة “لوفيغارو” الفرنسية، شدد الرئيس تبون على ضرورة تسليط الضوء على 132 سنة من الاستعمار لأن هناك مجازر ارتكبت في حق الجزائريين خلال القرن التاسع عشر، موضحا أنه على فرنسا تطهير المواقع التي أُجريت فيها التجارب النووية من التلوث، على غرار رقان وتمنراست، بالإضافة إلى التكفل بالعلاج الطبي الذي يحتاجه ضحايا تلك التجارب.

وفيما يخص ملف تنقل الأشخاص، أوضح الرئيس تبون أن عودة معدل منح التأشيرات الفرنسية للجزائريين إلى سابق عهده يدخل في إطار منطق الأشياء، مضيفا أن اتفاقيات إيفيان تمنح الخصوصية للجزائريين في هذا الشأن بين الدول المغاربية، لذا من الأنسب أن يُحترم ذلك.

ومن جانب آخر، قال الرئيس تبون إنه باستطاعة الرئيس ماكرون تجسيد الجيل الجديد المُنقذ للعلاقات بين البلدين، كاشفا أنه سيزور فرنسا سنة 2023 في إطار زيارة دولة.

وأوضح الرئيس تبون أنه لا مسؤولية للجزائر على من غادروا فرنسا ليتطرفوا في بلدان أخرى كسوريا، مضيفا أن التطرف ليس جزائريا، لذا علينا معرفة أسباب تطرف بعض الجزائريين على التراب الفرنسي.

كما أكد الرئيس تبون أن “اللغة الفرنسية وتدريسها لم تتراجع في الجزائر، وحوالي 27 مليون جزائري يتقنها، غير أنه ليس معقولا فرض تعلمها، والخيار بيد العائلات الجزائرية، فلم نستقل سنة 1962 لنصبح أعضاء في كومنولث لغوي”، موضحا أن “الانجليزية لغة عالمية وهذه حقيقة”.

وبخصوص رفع صادرات الغاز الجزائري نحو فرنسا، أكد رئيس الجمهورية أن البلدين تربطهما علاقات حسن الجوار على غرار الاتحاد الأوروبي، والجزائر مستعدة لرفع صادراتها من الغاز إذا ما قدمت فرنسا طلبا بهذا الشأن، لكنها حتى الآن لم تفعل، عكس إيطاليا.

تبون لوفيغارو

وفي رده على سؤال بشأن الحراك الشعبي، أكد رئيس الجمهورية أن الجزائريين كانوا على قدر كبير من الحكمة حيث طالبوا بالتغيير بكل سلمية، مشيدا بحكمة الجيش الوطني الشعبي في تسيير الوضعية، حيث اختار الشعب طريق الانتخابات، فيما كان هناك من يناصر المرحلة الانتقالية كفرنسا.

وأضاف رئيس الجمهورية أن انتخابه في ديسمبر 2019، كان بداية التغيير الذي طالبت به هو شخصيا قبل سنتين من ذلك التاريخ، وهذا ما أدى إلى إقالته من منصب الوزير الأول”.

كما أضاف الرئيس تبون أن الشعب الجزائري هو من سيُقرر إن كان سيترشح لعهدة ثانية.

وبالنسبة إلى التطورات الدولية.. أكد رئيس الجمهورية أن الجزائر ليست بالبلد التابع وإنما مستقل وغير منحاز، مضيفا أنه لا يدعم ولن يحكم على العملية الروسية في أوكرانيا، فالجزائر بلد عدم الانحياز.

وأضاف الرئيس تبون أنه كان من الجيد أيضا أن تدين الأمم المتحدة ضم أراضي الجولان السوري والصحراء الغربية من طرف الكيان الإسرائيلي والمغرب، وليس إدانة الضم في أوروبا فقط.

تبون لوفيغارو

وفيما يخص مالي، أكد رئيس الجمهورية أن الجزائر تتعامل مع الأزمة من مبدأ بلد مجاور وليس كسياسة جيواستراتيجية، موضحا أنه من أجل إعادة السلم يجب إدماج سكان شمال مالي في مؤسسات البلد، أنه ما يثير الخوف والقلق في الساحل ليس الإرهاب بالنظر إلى القدرة على هزيمته، وإنما انتشار البؤس والفقر في المنطقة، ولا حلّ هناك سوى الحل الاقتصادي التنموي.

وبالنسبة لقطع العلاقات مع المغرب، أكد رئيس الجمهورية أن سببه تراكم المشاكل منذ 1963، موضحا أنه تم قطع تلك العلاقات حتى لا تكون هناك حرب، ولا يمكن لأي بلد أن يكون وسيطا فيما بيننا”.

وقال الرئيس تبون إنه خلال 60 سنة من استقلال الجزائر، بقيت الحدود لأكثر من 40 عاما مغلقة بين البلدين كرد فعل ضد الأفعال العدائية المستمرة للجار، موضحا أن النظام المغربي هو من يثير المشاكل، والشعب المغربي ليس له أية علاقة؛ مستشهدا بـ 80 ألف مغربي يعيشون في الجزائر.


 

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى