الرئيس تبون: القطاع الفلاحي يعول عليه في فك الارتباط بعائدات المحروقات
أشرف رئيس الجمهورية عبد المجيد تبون اليوم، على افتتاح الجلسات الوطنية للفلاحة لسنة 2023 تحت شعار “الفلاحة.. من أجل أمن غذائي مستدام”، حيث حدد معالم الاستراتيجية الفلاحية في ظل الظروف الدولية الراهنة.
وتحدث الرئيس تبون عن أهمية هذه اللقاءات الخاصة بقطاع الفلاحة، وهي لا تقل أهمية عن اللقاءات الكبرى حول الصحة والصناعة، خاصة في هذه الظروف الاقتصادية الدولية المضطربة، لأن رهان الأمن الغذائي أصبح من “صمامات الأمان التي تحرص عليها الحكومات الرشيدة وتضعها في مقدمة أولوياتها وصلب استراتيجياتها”، مضيفا أن “القطاع الفلاحي يُعوّل عليه في فك الارتباط بعائدات المحروقات”.
وأبدى الرئيس تبون ارتياحه لما تحقق من نتائج، رغم الظروف التي مر بها العالم، حيث ساهم القطاع بـ 7.14 بالمائة في الناتج الداخلي الخام، وهي في المرتبة الثانية بعد المحروقات بـ 24 بالمائة.
وأوضح الرئيس تبون أنه لا يمكننا الاكتفاء الذاتي في كل المواد الفلاحية، لكننا نعمل على “تقوية إنتاجنا في المواد الاستراتيجية كالحبوب التي ستكون لها الأهمية القصوى في استراتيجيتنا الزراعية، مضيفا “أننا نستهلك 9 ملايين طن سنويا من القمح، وتوصلنا إلى إنتاج نصف هذه الكمية، “لكن ما يعطّلنا عن تجاوز نسبة النصف، غياب الصرامة في القطاع، ولا أقول اللامبالاة” ولا يمكننا بلوغ الأمن الغذائي المريح إلا إذا توصلنا، إلى معدل إنتاج وطني في حدود 35 قنطار في الهكتار الواحد.
الرقمنة لضبط أرقام الإنتاج واستغلال الأراضي
شدد رئيس الجمهورية على أهمية أن تكون الأرقام الخاصة بالقطاع الفلاحي دقيقة، حيث كشفت لنا عملية رقمنة معطيات القطاع الفلاحي، أن المساحة المزروعة هي نصف المساحة التي كانوا يصرحون بها في العهد السابق، وكانت بعيدة كل البعد عن الحقيقة.
ولأول مرة أسفر الإحصاء في قطاع الفلاحة عن رقم 19 مليون رأس من المواشي وليس 29 مليونا، كما كانوا يصرحون، فهذا الإحصاء الصحيح يساعدنا على ضبط نوع وكم المساعدات المرصودة للفلاحين، ووجه السيد الرئيس إلى ضرورة عصرنة الفلاحة والاستثمار العلمي للحصول على إنتاج وفير.
الفلاحة في الجنوب الجزائري
ولدى حديثه عن الفلاحة في الجنوب؛ أشار رئيس الجمهورية، إلى أنه لا بد لها من مقاييس أخرى، نظرا لتوفر الظروف الطبيعية الملائمة حيث يمكن الإنتاج مرتين في السنة، فولاياتنا الجنوبية وحدها، قادرة على تحقيق الاكتفاء الذاتي من الحبوب، وسنعطي حوافز لكل من يتمكن من الإنتاج، مرتين، في السنة الواحدة.
وأكد رئيس الجمهورية على أننا قادرون على الاكتفاء الذاتي، ولسنا بعيدين عن تحقيقه شريطة الإنتاج بقناعة، وليس تحت ضغط المطالب الرسمية، فاليوم عندنا، تقريبا اكتفاء ذاتي في بذور البطاطا ونحن نفتخر، مثلا بزيت الزيتون الذي تنتجه وادي سوف والسمعة الدولية، التي أضحى يتمتع بها، ولذلك فنحن مستعدون لتمويل مشاريع الصناعات المتصلة بالفلاحة، إلى غاية 90 بالمائة، متمنيا أن يتوجه “شبابنا أكثر فأكثر نحو الفلاحة وتحويل المواد الفلاحية من خلال المؤسسات الناشئة”.