حراك دبلوماسي جزائري تحضيرا لانعقاد القمة العربية
أكد وزير الشؤون الخارجية والجالية الوطنية بالخارج، رمطان لعمامرة جاهزية الجزائر لاحتضان اشغال القمة العربية المقبلة.
وفي كلمة له خلال أشغال الدورة الـ 158 لمجلس جامعة الدول العربية على المستوى الوزاري الذي انعقد في القاهرة، أعرب لعمامرة عن الارتياح الكبير لمستوى التجاوب الذي عبر عنه الأشقاء العرب للمساهمة في إنجاح قمة الجزائر وجعلها محطة متجددة لتعميق النقاش حول مجمل القضايا المصيرية وبلورة رؤية موحدة تلبي تطلعات المرحلة الحالية.
وقال لعمامرة إن الأوضاع الدولية الدقيقة الراهنة تفرض اليوم مضاعفة الجهود بغية النأي بالمنطقة العربية عن هذه التوترات ومختلف التحديات الناجمة عنها، مؤكدا أن المجال مازال متاحا لاستعادة زمام المبادرة من أجل إحياء روح التضامن العربي صوب الأهداف السامية التي أسست من أجلها جامعة الدول العربية.
وأوضح لعمامرة أن هذه الأهداف النبيلة تشكل بالنسبة للجزائر بوصلة العمل ومحور الجهود التي يتم بذلها بقيادة رئيس الجمهورية عبد المجيد تبون، في إطار المشاورات التي يجريها مع أشقاءه القادة العرب تحضيرا للقمة العربية.
ومن جانب آخر، تحدث لعمامرة عن الظروف الصعبة التي تمر بها القضية الفلسطينية، من باب أنها تتعرض لمخاطر جسيمة بسبب تعنت الاحتلال وإمعانه في التنكر لالتزاماته الدولية، مشددا على أن هذا الوضع يتطلب من الجميع الالتفاف حول الموقف العربي المشترك المتمثل في مبادرة السلام العربية باعتبارها الإطار الكفيل بحماية الحقوق المشروعة للشعب الفلسطيني وعلى رأسها حقه في إقامة دولته المستقلة على حدود 1967 وعاصمتها القدس الشريف.
وعند تعرضه للأوضاع في المنطقة العربية، جدد الوزير لعمامرة التزام الجزائر بدعم كل الجهود الهادفة لتعزيز التسويات السلمية للأزمات في كل من ليبيا وسوريا واليمن، بما يضمن وحدة وسيادة هذه الدول الشقيقة ويكفل تحقيق التطلعات المشروعة لشعوبها وينهي معاناتها من ويلات الاقتتال الداخلي والتدخلات الخارجية بكل أشكالها، وعبر في ذات السياق عن تضامن الجزائر الكامل مع الأشقاء في العراق والسودان، وتطلعها إلى تمكنهم من تجاوز كافة الصعوبات التي تعترضهم من خلال التمسك بفضيلة الحوار.
ومن جانب آخر، أكد لعمامرة أن الرقي بالعمل العربي المشترك لا يمكن أن يؤتي ثماره دون مضاعفة الجهود لإعلاء مكانة العالم العربي داخل المنظومة الدولية من خلال تعزيز الحوار والتشاور والتنسيق مع مختلف الشركاء الذين يقاسمون العالم العربي شطرا هاما من الانشغالات والمواقف المبدئية، معتبرا أن تعزيز هذه المحاور في النشاط الخارجي العربي المشترك يعتبر ضمانة هامة لتشكيل أرضية واسعة ومؤثرة من شأنها السماح بالمرافعة بقوة لحماية قضايا ومصالح الأمة العربية في إطار نظام دولي متعدد الأطراف يسوده الاحترام والنفع المتبادلان وتعلو فيه قيم الحوار والتضامن في مواجهة التحديات والمخاطر العابرة للأوطان والحدود.
هذا وتميزت الجلسة الافتتاحية بإشادة الأمين العام للجامعة العربية أحمد أبو الغيط وكذا وزير خارجية لبنان بصفته رئيس الدورة المنتهية، أشادا بالجهود المتميزة التي تبذلها الجزائر في سبيل إنجاح القمة العربية.
ومن جانبها، أكدت وزيرة خارجية ليبيا التي تولت رئاسة الدورة الحالية للمجلس الوزاري العربي عن استعدادها للمساهمة في دعم الجهود الحثيثة التي تبذلها الجزائر.
فلسطين أول دولة عربية تتلقى دعوة للمشاركة في القمة العربية بالجزائر
وجه رئيس الجمهورية دعوة إلى الرئيس الفلسطيني محمود عباس لحضور القمة العربية التي تحتضنها الجزائر، لتكون بذلك أول دولة عربية تتم دعوتها.
واستقبل محمود عباس وزير الشؤون الخارجية والجالية الوطنية بالخارج فور وصوله إلى القاهرة، حيث سلمه رمطان لعمامرة، رسالة الدعوة التي وجهها إليه رئيس الجمهورية.
وجدد لعمامرة تأكيد الرئيس تبون بالتزام الجزائر بدعم الحقوق المشروعة للشعب الفلسطيني الشقيق، وتطلعها للدور الفاعل لدولة فلسطين في إنجاح هذا الموعد العربي الهام.
من جانبه، عبر الرئيس محمود عباس عن امتنانه واعتزازه بأن تكون فلسطين أول من يستلم الدعوة الرسمية للمشاركة في قمة الجزائر، وهذا تأكيدا للمكانة المركزية التي تحظى بها القضية الفلسطينية في صلب أولويات العمل العربي المشترك.
كما سلم وزير الخارجية رمطان لعمامرة، دعوة رسمية من طرف الرئيس تبون لرئيس مصر، عبد الفتاح السيسي، وهذا للمشاركة في القمة العربية المقرر عقدها بالجزائر يومي الفاتح والثاني نوفمبر.
واستقبل لعمامرة من طرف الرئيس السيسي بقصر الاتحادية، حيث أبلغه تحيات الرئيس تبون وتطلعه لمواصلة العمل معه لتعزيز التعاون الثنائي.
ومن جانبه، أعرب الرئيس السيسي عن بالغ تقديره للرئيس تبون مثمنا جهوده ومساعيه لتوفير عوامل نجاح القمة العربية المقبلة، وأكد حرصه على المشاركة والمساهمة في دعم هذه الجهود لضمان تكليل هذا الاستحقاق العربي الهام بنتائج تكون في مستوى تطلعات الشعوب العربية.
